قوله تعالى: ﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾ قال أبو هريرة: ((كان رسول الله - ﷺ - إذا صلَّى رفع بصره إلى السماء، فنزلت: ﴿الذين هم في صلاتهم خاشعون﴾، فنكَّس رأسه)) (١).
قال ابن عباس: خشع من خوف الله، فلا يعرف مَنْ على يمينه ولا مَنْ على يساره (٢).
وقال بعض أرباب الإشارات: يحتاج المصلي إلى أربع خلال حتى يكون خاشعاً: إعظام المقام، وإخلاص المقال، واليقين التام، وجمع الهمّ (٣).
وقال عصام بن يوسف لحاتم الأصم: هل تُحسن تُصلي؟ قال: نعم، قال: ممن تعلمت؟ قال: من شقيق بن إبراهيم. قال: كيف تصلي؟ قال: إذا تقارب وقت الصلاة أسبغت [الوضوء] (٤)، ثم أستوي في الموضع الذي أُصلِّي فيه حتى يستقر كل عضو مني، وأرى الكعبة بين حاجِبيَّ، والمقام حيال صدري، والله فوقي، وكأنّ قدميَّ على الصراط، والجنة عن يميني والنار عن شمالي، ومَلَكُ الموت من خلفي، وأظن أنها آخر صلاتي، ثم أُكَبِّرُ بإخبات، وأقرأ بالتفكُّر، وأركع بالتواضع، وأسجد بالتضرع، ثم أتشهد على الرجاء، وأُسلِّم بالإخلاص، وقد أدَّيتها بأكل
... وذكره السيوطي في الدر (٦/٨٤) وعزاه لابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه.
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٢٨٤).
(٣)... ذكره النسفي في تفسيره (٣/١١٦) عن أبي الدرداء.
(٤)... في الأصل: الضوء. والتصويب من ب.
(١/١٠٢)