الضَّرب، وللقاتل: فاعل القتل، وللمزكِّي: فاعل التزكية. والتحقيق فيه أنك تقول في جميع الحوادث: مَنْ فاعل هذا؟ فيقال لك: فاعله الله تعالى أو بعض الخلق. ولم تمتنع الزكاة الدالة على العين أن يتعلق بها فاعلون، لخروجها من صحة تناولها الفاعل، ولكن لأن الخلق ليسوا بفاعليها. وقد أنشدوا لأمية بن أبي الصلت:
المطْعِمُون الطعام في السَّنة الأزْ... مَةِ والفاعِلُون للزكوات (١)
ويجوز أن [يراد] (٢) بالزكاة العين، ويُقدَّر مضاف محذوف وهو الأداء، وحَمْلُ البيت على هذا أصح؛ لأنها فيه مجموعة.
قوله تعالى: ﴿والذين هم لفروجهم حافظون﴾ قال ابن السائب: يَعُفُّون عما لا يحلّ لهم (٣).
﴿إلا على أزواجهم﴾ قال الفراء (٤) :"على" بمعنى "مِنْ".
وقال الزمخشري (٥) :"على أزواجهم" في موضع الحال، أي: إلاّ وَالِينَ على أزواجهم، أو [قوّامين] (٦) عليهنّ، من قولك: كان فلان على فلانة فمات عنها

(١)... البيت لأمية بن أبي الصلت، وهو في: البحر (٦/٣٦٦)، والدر المصون (٥/١٧٣)، والكشاف (٣/١٧٩)، والقرطبي (١٢/١٠٥)، وروح المعاني (١٨/٥).
... والأزمة: يريد اشتد القحط وقلّ الخير، يقول: إنهم يطعمون الطعام للناس عند الحاجة ويؤدون زكاة أموالهم. والشاهد في قوله: "والفاعلون للزكوات" حيث أسند الأداء إليهم.
(٢)... في الأصل: يرد. والتصويب من ب.
(٣)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٢٨٤).
(٤)... معاني الفراء (٢/٢٣١).
(٥)... الكشاف (٣/١٨٠).
(٦)... في الأصل: قومين. والتصويب من ب.
(١/١٠٤)


الصفحة التالية
Icon