قوله تعالى: ﴿ولكم فيها منافع كثيرة﴾ يعني: من الحمل والركوب والأصواف والأشعار والجلود وغير ذلك.
﴿ومنها تأكلون﴾ أي: ومن لحومها وأولادها.
﴿وعليها﴾ يريد: الإبل خاصة، ﴿وعلى الفلك تحملون﴾ هذه في البر وهذه في البحر.
ولقد أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي ءابآئنا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ
ثم إن الله تعالى عزى رسوله - ﷺ - وأخبره أن تكذيب الأمم أنبياءهم ليس ببِدْع، فذلك قوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون * فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم﴾ وقد سبق تفسير ذلك كله (١).
﴿يريد أن يتفضل عليكم﴾ أي: يطلب الفضل عليكم، ونظيره قولهم: ﴿وتكون لكما الكبرياء في الأرض﴾ [يونس: ٧٨].
﴿ولو شاء الله﴾ أن لا يعبد سواه ﴿لأنزل ملائكة﴾ تبلغ عنه ولم يرسل بشراً آدمياً، ﴿ما سمعنا بهذا﴾ الذي تحضّنا عليه (٢) وتدعونا إليه من التوحيد {في آبائنا
(٢)... في الأصل زيادة: في. وهو وهم.
(١/١١٤)