للتناسل، ﴿وإليه تحشرون﴾ يوم القيامة فيجمعكم بعد فُرْقَتِكُم لفصل القضاء، ويرجعكم بعد تمزقكم لأجل الجزاء.
قوله تعالى: ﴿وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار﴾ أي: هو المختص به خلْقاً وتَصَرُّفاً على مقتضى الحكمة والصواب ومصلحة العباد، ﴿أفلا تعقلون﴾ هذه الآيات الباهرة والعجائب الظاهرة لا تنفعل إلا عن قدرة قادر وحكمة حكيم.
﴿بل قالوا﴾ يعني: مشركي قريش ﴿مثل ما قال الأولون﴾، ثم بين ذلك فقال: ﴿قالوا أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمبعوثون﴾ وقد ذكرنا في سورة الرعد (١) اختلاف القرّاء في لفظ الاستفهامين، وأشرنا إلى علل القراءات، فاطلبه ثمّة.
قوله تعالى: ﴿لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا﴾ يعنون: البعث ﴿من قبل﴾ أي: من قبل محمد، ﴿إن هذا إلا أساطير الأولين﴾ مفسر في الأنعام (٢).
ومقصودهم: أن ما وُعدوا به من البعث أمرٌ لا حقيقة له.
قل لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ
(٢)... عند الآية رقم: ٢٥.
(١/١٤٩)