فإن قيل: لم خُصَّت الملاعِنة بالغضب؟
قلتُ: لتفاقم جريمة الزنا بالنسبة إلى جريمة القذف، ولذلك كان عذابها أشدّ.
قوله تعالى: ﴿ولولا فضل الله عليكم ورحمته﴾ جوابه محذوف، تقديره: لَبَيَّن الكاذب منكما وفضَحَه، أو لعذَّبَه.
وفي قوله: ﴿وأن الله تواب﴾ تعريض بتوبة الكاذب منهما، [وإخبار] (١) أنه لا يتعاظمه غفران ما جَنَاهُ الجاني منهما، ﴿حكيم﴾ فيما فرض من الأحكام والحدود.
إن الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ
قوله تعالى: ﴿إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم﴾ أجمع علماء الإسلام على أن هذه الآية وما في حَيِّزها نزلت في قصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي ما أخبرنا به الشيخان أبو القاسم السلمي، وأبو الحسن الصوفي قالا: أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو الحسن، أخبرنا عبدالله بن أحمد، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عبدالعزيز بن عبدالله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري.
[وأخبرنا] (٢) حنبل بن عبدالله إذناً واللفظ له قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحصين، أخبرنا أبو علي بن المذهب، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله

(١)... في الأصل: وإخباراً. والتصويب من ب.
(٢)... في الأصل: أخبرنا. والتصويب من ب.
(١/٢٠١)


الصفحة التالية
Icon