يا ثبورهم، حتى يقفوا على النار فيقول: يا ثبوراه، ويقولون: يا ثبورهم، فيقال لهم: ﴿لا تدعوا اليوم ثبوراً واحداً وادعوا ثبوراً كثيراً﴾ )) (١).
قلأَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (١٥) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا قوله تعالى: ﴿قل أذلك خير﴾ إشارة إلى ما تقدم ذكره من السعير، وصفة عذاب أهله خير ﴿أم جنة الخلد التي وعد المتقون﴾ قال الزجاج (٢) : قد يقع التساوي بين الجنة والنار في أنهما منزلان، فلذلك وقع التفضيل بينهما.
﴿كانت لهم جزاء ومصيراً﴾ أي: ثواباً ومصيراً يصيرون إليه يوم القيامة.
وإنما قال: "كانت" لأن ما [وعد] (٣) الله وجوده فهو في تحققه كالذي [كان] (٤) ووُجد، أو يكون المعنى: كانت لهم في اللوح المحفوظ، أو في علم الله تعالى.
﴿لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربك﴾ أي: كان ذلك على ربك ﴿وعداً﴾ أي: موعوداً ﴿مسؤولاً﴾ مطلوباً سألوه لأنفسهم في الدنيا وسألتْه لهم [الرسل] (٥) والملائكة، مثل قولهم: ﴿ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة﴾
(٢)... معاني الزجاج (٤/٦٠).
(٣)... في الأصل: عد. والتصويب من ب.
(٤)... زيادة من ب.
(٥)... في الأصل: الرسول. والتصويب من ب.
(١/٣٠٥)