فإن كان المراد رسول الله - ﷺ -، فالخبير هو جبريل عليه السلام، في قول ابن عباس (١).
وقال مجاهد: هو الله عز وجل، على معنى: فسلني فإني الخبير (٢).
وإن أريد به غيره، فالمعنى: فاسأل رجلاً خبيراً، أي: عالماً بما تسأله عنه.
وقيل: الضمير في "به" يرجع إلى ما دلَّ عليه "فاسأل"، وهو السؤال، كما قال:
إِذا نُهِيَ السَّفِيهُ جَرَى إِلَيْهِ................................. (٣)
أي: إلى السفه، ودل عليه السفيه.
المعنى: فاسأل بسؤالك [خبيراً] (٤) أيها الإنسان.
قوله تعالى: ﴿وإذا قيل لهم﴾ يعني: لكفار مكة ﴿اسجدوا للرحمن﴾ لا للصنم، ﴿قالوا وما الرحمن﴾ فأنكروه وقالوا: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، يعنون: مُسيلمة الكذاب.
قال الزجاج (٥) :"الرحمن": اسم من أسماء الله تعالى، مذكور في الكتب الأولى،
(٢)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦/٩٨-٩٩).
(٣)... صدر بيت، وعجزه: (وخَالَفَ والسفيهُ إلى خِلاف). انظر: الخصائص (٣/٤٩)، والمحتسب (١/١٧٠)، ومجالس ثعلب (١/٦٠)، وأمالي ابن الشجري (١/٦٨)، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (١/٢٤٤)، وأمالي المرتضى (١/١٤٥)، والهمع (١/٦٥)، والخزانة (٥/٢٢٦)، والبحر المحيط (٣/١٣٣)، والدر المصون (٢/٢٧٢، ٤/١٤٨)، والطبري (٤/١٨٩)، والقرطبي (٤/٢٩٠)، وزاد المسير (١/٥١٢)، وروح المعاني (١٢/١٦٤).
(٤)... زيادة من ب.
(٥)... معاني الزجاج (٤/٧٣).
(١/٣٤٣)