قوله تعالى: ﴿وعباد الرحمن﴾ مبتدأ، خبره: ﴿الذين يمشون على الأرض هوناً﴾. ويجوز أن يكون "الذين يمشون" صفة لـ"عباد الرحمن"، والخبر: ﴿أولئك يجزون الغرفة﴾ (١).
قال ابن قتيبة (٢) : نسبهم الله تعالى إليه لاصطفائه إياهم.
ومعنى: "هَوْناً" مشياً رويداً، فهو صفة مصدر أو حال (٣).
قال مجاهد: يمشون بالسكينة والوقار (٤).
وقال الحسن: يمشون علماء [حلماء] (٥). (٦).
﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً﴾ قال علي بن فضال: لم ينتصب "سلاماً" على أنه حكاية، إذ لو كان حكاية لكان مرفوعاً، كما في قوله: ﴿قال سلام﴾ [هود: ٦٩].
وإنما المعنى: أنهم قالوا قولاً يسلمون به.
قال سيبويه (٧) : المعنى: قالوا سداداً من القول.

(١)... انظر: التبيان (٢/١٦٥)، والدر المصون (٥/٢٦٢).
(٢)... تفسير غريب القرآن (ص: ٣١٥).
(٣)... انظر: الدر المصون (٥/٢٦٢).
(٤)... أخرجه الطبري (١٩/٣٣)، وابن أبي حاتم (٨/٢٧٢١)، ومجاهد (ص: ٤٥٦)، والبيهقي في الشعب (٦/٣٤٦ ح٨٤٥٤). وذكره السيوطي في الدر (٦/٢٧٢) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان.
(٥)... في الأصل: حكماء. والمثبت من ب.
(٦)... أخرجه الطبري (١٩/٣٤)، وابن أبي حاتم (٨/٢٧٢٠).
(٧)... انظر: الكتاب (١/٣٢٥).
(١/٣٤٧)


الصفحة التالية
Icon