الخامس: أن المعنى: فظلت أعناقهم لها خاضعين هم، فأضمرهم.
وما بعده مفسرٌ في أول الأنعام (١) وأول الأنبياء (٢) إلى قوله تعالى: ﴿أو لم يروا﴾ يعني: المكذبين ﴿إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم﴾ أي: من كل صنف ونوع حسن مما لا يقدر أحد على إنباته.
﴿إن في ذلك﴾ الإنبات المشار إلى كثرته والإحاطة به بكلمتي "كَمْ" و"كُلِّ" ﴿لآية﴾ لدلالة على عظمة الله ووحدانيته وقدرته على إحياء الموتى [وإيجاد] (٣) ما توعدهم به، ﴿وما كان أكثرهم مؤمنين﴾ (٤) أعلم الله سبحانه وتعالى أن أكثرهم لا يؤمن.
﴿وإن ربك لهو العزيز﴾ (٥) المنتقم من أعدائه ومكذبي أنبيائه ﴿الرحيم﴾ بأهل طاعته ومصدقي أنبيائه.
وإذ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (١١) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤) قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآَيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ

(١)... عند الآية رقم: ٤-٥.
(٢)... عند الآية رقم: ٢.
(٣)... في الأصل: وإجاد. والتصويب من ب.
(٤)... في الأصل زيادة: أي.
(٥)... في الأصل زيادة: ﴿الرحيم﴾. وستأتي بعد.
(١/٣٧١)


الصفحة التالية
Icon