إيصال ما انتحلوه معبوداً من دون الله.
﴿قالوا نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين﴾ مقيمين على عبادتها نهاراً.
﴿قال هل يسمعونكم﴾ فيه إضمار، تقديره: هل يسمعون دعاءكم أو ندائكم، ﴿إذ تدعون﴾.
وقرأ سعيد بن جبير وقتادة وعاصم الجحدري: "يُسْمِعُونكم" بضم الياء وكسر الميم (١).
قال أبو الفتح ابن جني (٢) : المفعول [هنا] (٣) محذوف، أي: [هل] (٤) يُسْمِعُونكم إذ تدعون جواباً عن دعائكم؟ يقال: دعاني فأَسمعتُه، أي: أسمعته جواب كلامه ودعائه.
قال (٥) : وأما قراءة الجماعة: "يَسْمَعُونَكُم" فإنَّ "سمعْتَ" بابُها أن يتعدى إلى ما كان صوتاً [مسموعاً] (٦) ؛ كقولك: سمعتُ كلامك، وسمعتُ حديثك، فإن وقعتْ على جوهرٍ [تعدت] (٧) إلى مفعولين، ولا يكون الثاني منهما إلا صوتاً، كقولك: سمعتُ زيداً يُحدِّثُ، ولا يجوز: سمعتُ زيداً يقُوم؛ لأن القيام ليس من المسموعات.
(٢)... المحتسب (٢/١٢٩-١٣٠).
(٣)... في الأصل وب: من هذا. والتصويب من المحتسب (٢/١٢٩).
(٤)... زيادة من المحتسب، الموضع السابق.
(٥)... أي: ابن جني في المحتسب.
(٦)... زيادة من المحتسب (٢/١٢٩).
(٧)... في الأصل وب: تعدى. والتصويب من المحتسب، الموضع السابق.
(١/٣٩١)