قال الزجاج (٢) : وفيه وجه آخر: معناه: خُلِقْنا كما خُلِقَ من قبلنا، نحيا كما حَيُوا ونموت كما ماتوا ولا نُبعث؛ لأنهم أنكروا البعث.
وقرأ الباقون: "خُلُق" بضم الخاء واللام (٣)، أي: ما هذا الذي نحن عليه من الدين والاعتقاد إلا عادة الأولين، كما قال كفار قريش: إنا وجدنا آباءنا على أمة.
﴿وما نحن بمعذبين﴾ كما تزعم يا هود.
﴿فكذبوه فأهلكناهم﴾ بالريح.
وقد ذكرنا ذلك في قصتهم (٤) في الأعراف (٥).
وما بعده ظاهر أو مفسر إلى قوله: ﴿أتتركون فيما هاهنا آمنين﴾ استفهام في معنى الإنكار لأن يتركوا مخلدين فيما هم فيه من النعيم والرفاهية، آمنين من العذاب والموت.
وقوله: ﴿في جنات وعيون * وزروع﴾ تفسير لقوله: ﴿فيما هاهنا آمنين﴾.
﴿ونخل طلعها هضيم﴾ الطَّلْع: الثَّمرة، والهضيم: النضيج الرّخص الليّن.
وقال الضحاك: الهضيم: الحِمْل الكثير الذي يركب بعضه بعضاً (٦).
يشير إلى أنه إذا كَثُرَ الحمل هَضُمَ، أي: صَغُر، وإذا قلّ جاء ممتلئاً كباراً.
(٢)... معاني الزجاج (٤/٩٧).
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٢٢٤)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٥١٨)، والكشف (٢/١٥١)، والنشر (٢/٣٣٥-٣٣٦)، والإتحاف (ص: ٣٣٣)، والسبعة (ص: ٤٧٢).
(٤)... في ب: وقد ذكرنا قصتهم.
(٥)... عند الآية رقم: ٦٥.
(٦)... أخرجه الطبري (١٩/١٠٠)، وابن أبي حاتم (٩/٢٨٠٢).
(١/٤٠٨)