ما سَبَأَ الحاضرينَ مأربَ إذ... يَبنُونَ مِنْ دُون سَيْلِهِ العَرِمَا (١)
وقرأ قنبل بإسكان الهمزة كأنه نوى الوقف، وقرأ الباقون بالجر والتنوين (٢)، وجعلوه اسماً للأب، وهو سبأ بن يُشْجُب ابن قحطان، أو اسماً للحي أو للمكان أو الموضع، فصرفوه. وكذلك اختلافهم في سورة سبأ (٣).
﴿بنبأ يقين﴾ أي: خبر ثابت صادق لا ريبة (٤) فيه.
ثم ذكره فقال: ﴿إني وجدت امرأة تملكهم﴾ يعني: بلقيس بنت شراحيل، وقيل: بنت الهَدْهَاد، ملكة سبأ، وكان أبوها ملك اليمن قد ولده أربعون ملكاً، ولم يكن له ولد غيرها فغلبت على المُلْك، وكانت هي وقومها مَجُوساً يعبدون الشمس. وضمير المفعول في "تمْلِكُهُم" راجع إلى سبأ، فإن أريد القبيلة فلا إشكال، وإن أريد المدينة فالمراد: تملك أهلها.
﴿وأوتيت من كل شيء﴾ قال عطاء: من زينة الدنيا من المال والجنود (٥).
﴿ولها عرش عظيم﴾ قال قتادة: كان عرشها من ذهب قوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ (٦).
(٢)... الحجة للفارسي (٣/٢٣٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٥٢٥)، والكشف (٢/١٥٥)، والنشر (٢/٣٣٧)، والإتحاف (ص: ٣٣٥-٣٣٦)، والسبعة (ص: ٤٨٠).
(٣)... عند الآية رقم: ١٥.
(٤)... في ب: مرية.
(٥)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٧٥).
(٦)... أخرجه الطبري (١٩/١٦٠). وذكره الماوردي (٤/٢٠٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/١٦٥).
(١/٤٥٥)