فاصلَةً وباتّةً أمراً حتى تحضرون.
﴿قالوا نحن أولوا قوة﴾ في أجسادنا وبعَدَدنا وعُدَدنا، ﴿وأولوا بأس شديد﴾ أي: شجاعة وبلاء في الحروب، وهو كلام يلوح منه ميلهم إلى المحاربة، ﴿والأمر إليك﴾ في القتال وتركه وغير ذلك، ﴿فانظري ماذا تأمرين﴾ وهذا إذعان منهم بالطاعة لها كيف تصرفت الأحوال، واعتراف أنها أكملهم رأياً وأحسنهم تدبيراً.
﴿قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها﴾ يعني: إذا دخلوها عَنْوة أفسدوها بخرابها [وقتل] (١) أهلها، ﴿وجعلوا أعزة أهلها أذلة﴾ بالقهر والاسترقاق والأسْر، وهذا زجرٌ لهم عما توسَّمته من الميل إلى مقاتلة من لا قِبَلَ لهم به.
قوله تعالى: ﴿وكذلك يفعلون﴾ جائز أن يكون من تمام كلامها. وجائز أن يكون من قول الله تعالى؛ لأنها قد أخبرت أنهم يفسدون، فليس في التكرير بقولها: "وكذلك يفعلون" كبير فائدة. وهذا اختيار الزجاج (٢).
﴿وإني مرسلةٌ إليهم بهدية﴾ قال ابن عباس: إنما أرسلت بالهدية لتعلم أنه إن كان نبياً لم يُرد الدنيا، وإن كان مَلِكاً فسيرضى بالحَمْل (٣).
﴿فناظرة بم يرجع المرسلون﴾ أي: بما يكون منه حتى [أعمل] (٤) بمقتضى ذلك.
(٢)... انظر: معاني الزجاج (٤/١١٩).
(٣)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦/١٧٠).
(٤)... في الأصل: أعلم. والتصويب من ب.
(١/٤٦٤)