وقرأ الأعمش: "أَمَنْ خلق" بالتخفيف، ووجهه: أن تجعل بدلاً من "الله"، كأنه قال: أمَنْ خلق السموات والأرض خير أما تشركون؟.
والحدائق: جمع حديقة، وهو البستان عليه حائط من الإحْدَاق، وهو الإحاطة.
﴿ذات بهجة﴾ أي حسن ومنظر يبتهج به من يراه (١).
﴿ما كان لكم﴾ أي: ما ينبغي لكم ﴿أن تنبتوا شجرها﴾ ؛ لأنكم لا تقدرون عليه.
ثم قال مستفهماً منكراً: ﴿أإله مع الله﴾ أي: هل معه معبودٌ سواه أعانه على ما أنشأه، ﴿بل هم قومٌ يعدلون﴾ بالله غيره، ويجعلون له شريكاً.
أمن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
قوله تعالى: ﴿أمن جعل﴾ وما [بعده] (٢) بدل من ﴿أمّنْ خَلَقَ﴾.
ومعنى: ﴿جعل الأرض قراراً﴾ : دحاها وسوّاها للاستقرار عليها، ﴿وجعل خلالها﴾ أي: فيما بينها ﴿أنهاراً وجعل لها رواسي﴾ جبالاً ثوابت، ﴿وجعل بين البحرين﴾ العذب والملح ﴿حاجزاً﴾ مانعاً من قدرته، كقوله تعالى: ﴿وجعل بينهما برزخاً﴾ [الفرقان: ٥٣].

(١)... في ب: رآه.
(٢)... زيادة من ب.
(١/٤٨٦)


الصفحة التالية
Icon