وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِن الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ اثةب
قال المفسرون: وكانوا لا يعلمون قاتل القبطي من هو، فلما سمعوا قول الإسرائيلي: "كما قتلت نفساً بالأمس" رفعوا القصة إلى فرعون، فأمر بقتل موسى، فأخبر موسى بذلك رجل من بني إسرائيل، فذلك قوله تعالى: ﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى﴾ (١).
قال ابن عباس: هو مؤمن آل فرعون (٢). وسيأتي ذكره في سورة المؤمن (٣) إن شاء الله تعالى.
﴿قال يا موسى إن الملأ يأتمرون﴾ قال أبو عبيدة (٤) : يتشاورون، ﴿بك ليقتلوك﴾.
وقال الزجاج (٥) : يأمر بعضهم بعضاً.
والقولان سواء؛ لأن كل واحد من المتشاورين يأمر أصحابه بشيء، أو يشير

(١)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٩٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢١٠).
(٢)... أخرجه الطبري (٢٠/٥١) عن قتادة، وابن أبي حاتم (٩/٢٩٥٩) عن الضحاك. وذكره الواحدي في الوسيط (٣/٣٩٤)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢١٠) كلاهما عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر (٦/٤٠١، ٤٠٢) وعزاه لابن أبي حاتم عن الضحاك. ومن طريق آخر عن قتادة، وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر.
(٣)... عند الآية رقم: ٢٨.
(٤)... مجاز القرآن (٢/١٠٠).
(٥)... معاني الزجاج (٤/١٣٨).
(١/٥٢٤)


الصفحة التالية
Icon