المعنى: فلذلك برزنا لسقيها.
فلما سمع موسى ذلك رقَّ لهما، ﴿فسقى لهما﴾ أي: فسقى (١) الغنم لأجلهما.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ذهب إلى بئر أخرى عليها صخرة لا يقلعها إلا جماعة من الناس، فاقتلعها وسقى لهما (٢).
وقال ابن إسحاق: زاحم القوم وسقى لهما (٣).
وروي: أنه سألهم دلواً من ماء، فأعطوه دلوهم وقالوا: اسْتَقِ بها، وكانت لا ينزعها إلا أربعون، فاستقى بها وصَبَّها في الحوض، ودعى بالبركة، فروَّى غنمهما.
﴿ثم تولى إلى الظل﴾ أي: انصرف إلى ظل شجرة فجلس تحتها من شدة الحرّ جائعاً تَعِباً، ﴿فقال رب إني لما أنزلت إليّ﴾ أي: لأي شيء أنزلته إليّ، ﴿من خير﴾ أي: طعام قليل أو كثير ﴿فقير﴾ شديد الحاجة إليه.
قال الباقر عليه السلام: لقد قالها، وإنه لمحتاج إلى شق تمرة (٤).
جائته إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِن أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ

(١)... في ب: سقى.
(٢)... أخرج نحوه ابن أبي حاتم (٩/٢٩٦٤)، وابن أبي شيبة (٦/٣٣٤ ح٣١٨٤٢). وذكره الماوردي (٤/٢٤٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢١٣). وذكر نحوه السيوطي في الدر (٦/٤٠٥) وعزاه للفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه.
(٣)... أخرجه الطبري (٢٠/٥٨)، وابن أبي حاتم (٩/٢٩٦٤).
(٤)... أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (٧/٧٤ ح٣٤٣٠٠) عن ابن عباس قال: ((... ولقد كان افتقر إلى شق تمرة)).
(١/٥٢٧)


الصفحة التالية
Icon