الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ قوله تعالى: ﴿وما أوتيتم من شيء﴾ أي: من سبب من أسباب الدنيا ﴿فمتاع الحياة الدنيا وزينتها﴾ أي: فما هو إلا شيء تتمتّعون به أيام حياتكم الفانية وتتزينون به، ﴿وما عند الله﴾ تعالى من الثواب المُعَدِّ لأهل طاعته وطاعة رسوله ﴿خير وأبقى﴾ من متاع الدنيا وزينتها ﴿أفلا تعقلون﴾ أن الباقي خير من الفاني.
قرأ أبو عمرو: "يعقلون" بالياء على المغايبة؛ رداً على ما قبله. وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة؛ حملاً على أول الآية (١).
قوله تعالى: ﴿أفمن وعدناه﴾ استفهام في معنى الإنكار، ﴿وعداً حسناً﴾ يعني: الجنة ﴿فهو لاقيه﴾ مدركه ومصيبه، ﴿كمن متعناه متاع الحياة الدنيا﴾ ولا حظّ له في الآخرة، ﴿ثم هو يوم القيامة من المحضرين﴾ إلى النار.
قال مجاهد: نزلت هذه الآية في النبي - ﷺ -، وفي أبي جهل (٢).
وقال محمد بن كعب: نزلت في علي وحمزة وأبي جهل (٣).
وقال السدي: نزلت في عمار والوليد بن المغيرة (٤).
يوم يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (٦٢) قَالَ الَّذِينَ
(٢)... أخرجه الطبري (٢٠/٩٧). وذكره السيوطي في الدر (٦/٤٣١) وعزاه لابن جرير.
(٣)... أخرجه الطبري (٢٠/٩٧) عن مجاهد. وذكره القرطبي (١٣/٣٠٣) عن محمد بن كعب وزاد: وعمارة بن الوليد.
(٤)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢٣٤).
(١/٥٥٩)