أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
قوله تعالى: ﴿من كان يرجو لقاء الله﴾ أي: يخاف البعث، كقول الشاعر:
إذا لَسَعَتْهُ النحلُ لم يَرْجُ لَسْعُها......................... (١)
وقد ذكرتُ ذلك فيما مضى.
وقال سعيد بن جبير: المعنى: من كان يطمع في ثواب الله (٢). واختاره الزجاج (٣) نظراً إلى الموضوع الأصلي.
﴿فإن أجل الله لآت﴾ وهو أجل القيامة، فيجازي كُلاًّ بعمله، ﴿وهو السميع العليم﴾ الذي لا يخفى عليه شيء مما يقوله العباد ويفعلونه.
قوله تعالى: ﴿ومن جاهد﴾ أي: من جاهد نفسه في منعها ما تهواه من المعصية وحملها على ما تأباه من الطاعة، وتركيبها بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب، ﴿فإنما يجاهد لنفسه﴾ لموضع انتفاعها به، ﴿إن الله لغني عن العالمين﴾ لم يأمرهم وينْهَهُم لمصلحة تعود إليه، فإنه منزّه عن ذلك، بل لمصالحهم.
ووصينا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) وَالَّذِينَ
(٢)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٤١٣).
(٣)... انظر: معاني الزجاج (٤/١٦٠).
(١/٥٩٢)