وَجَعَلْنَاهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ اتخب
قوله تعالى: ﴿ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً﴾ حكى الماوردي (١) : أن هذا مقدار عمره كله.
وليس هذا بصحيح؛ لأن اللبث مرتب على الرسالة بفاء التعقيب، فالآية بيان لمقدار لبثه فيهم رسولاً.
واختلفوا في مقدار عمره قبل رسالته وبعد الطوفان؛ [فقال ابن عباس: بُعث بعد أربعين سنة، وعاش بعد الطوفان] (٢) ستين سنة حتى كثُر الناس وفشوا (٣).
فعلى هذا يكون مبلغ عمره ألفاً وخمسين سنة.
وقال كعب الأحبار: لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعاش بعد ذلك سبعين سنة، فكان مبلغ عمره ألفاً وعشرين سنة (٤).
وقال عون بن أبي شداد: بُعث وهو ابن ثلاثمائة [وخمسين] (٥) سنة، وعاش

(١)... تفسير الماوردي (٤/٢٧٨).
(٢)... زيادة من ب.
(٣)... أخرجه ابن أبي شيبة (٧/١٨ ح٣٣٩١٨)، والحاكم (٢/٥٩٥ ح٤٠٠٥)، وابن أبي حاتم (٩/٣٠٤١). وذكره الماوردي (٤/٢٧٨-٢٧٩)، والسيوطي في الدر (٦/٤٥٥) وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه.
(٤)... أخرج ابن أبي حاتم (٩/٣٠٤١) عن كعب الأحبار في قول الله: ﴿فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً﴾ قال: عاش بعد ذلك سبعين عاماً. وذكره الماوردي (٤/٢٧٩)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢٦١).
(٥)... زيادة من مصادر التخريج.
(١/٥٩٨)


الصفحة التالية
Icon