ثم قَرَنَ هذا الكلام ما يقوله المشركون وغيرهم مما لا حقيقة له فقال تعالى: ﴿وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم﴾ فأعلم الله تعالى أن الزوجة لا تكون أمّاً، وكانت الجاهلية تُطَلِّقُ بهذا الكلام، فأنزل الله تعالى كفارة الظّهار في سورة المجادلة.
ومعنى الكلام: وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن كأمهاتكم في التحريم. وسيأتي إن شاء الله تعالى حكم الظِّهار وأحكامه في سورة المجادلة.
واختلف القُرّاء في قوله تعالى: ﴿اللائي﴾ ؛ فقرأ ابن عامر وأهل الكوفة بتحقيق الهمزة وياء ساكنة بعدها، وكذلك قالون وقنبل إلا أنهما اجتزءا بالكسرة عن الياء. وقرأ أبو عمرو والبزي ووَرْش بتخفيف الهمزة من غير ياء بعدها (١).
قال أبو علي (٢) : القياس أن تُجْعَل بين بين.
وقال بعض أصحاب ابن مجاهد: كان ابن كثير وأبو عمرو يقرآن بتخفيف الهمزة فتصير ياء ساكنة، وزعم أنه كذلك ضبط، وكذلك اختلافهم في التي في المجادلة (٣) والطلاق (٤).
قال أبو علي (٥) : من قرأ بإثبات الياء فهو القياس؛ لأن اللائي وزنه: فَاعِل، مثل: شائي.
(٢)... الحجة (٣/٢٧٩-٢٨٠).
(٣)... عند الآية رقم: ٢.
(٤)... عند الآية رقم: ٣.
(٥)... الحجة (٣/٢٧٩).
(١/١٠٠)