وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (٢٥) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وتأسرون فَرِيقًا (٢٦) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا
قوله تعالى: ﴿ورَدَّ الله الذين كفروا﴾ يعني: أبا سفيان وأصحابه من الأحزاب ﴿بغيظهم﴾ بحقدهم وغَمِّهم، ﴿لم ينالوا خيراً﴾ وهو ما كانوا يتوقعونه من الظفر بالنبي - ﷺ - وأصحابه.
وهما حالان (١). ويجوز أن تكون الثانية بياناً للأولى [أو] (٢) استئنافاً (٣).
﴿وكفى الله المؤمنين القتال﴾ بالريح والملائكة، ﴿وكان الله قوياً﴾ في سلطانه، ﴿عزيزاً﴾ في قدرته وانتقامه من أعدائه.
ثم ذكر ما صنع باليهود الذين أعانوا أبا سفيان على رسول الله - ﷺ - فقال تعالى: ﴿وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم﴾ أي: وأنزل بني قريظة الذين ظاهروا الأحزاب وكانوا معهم يداً واحدة على المؤمنين من حصونهم.
قال ابن قتيبة (٤) : أصل الصَّياصي: قرون البقر؛ لأنها تمتنعُ بها، وتدفعُ عن

(١)... انظر التبيان (٢/١٩٢)، والدر المصون (٥/٤١٢).
(٢)... في الأصل: و. والتصويب من الكشاف (٣/٥٤١).
(٣)... هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣/٥٤١).
(٤)... تفسير غريب القرآن (ص: ٣٤٩).
(١/١٣٢)


الصفحة التالية
Icon