وَفَتْ ذمّتي أني كريمٌ وأنني صبورٌ... إذا ما القومُ حَادُوا عن الصبر
وكان زبير أعظم الناس منةً... عليَّ فلما شدّ كُوعاهُ بالأسر
أتيتُ رسول الله كيما أفكّه... وكانَ رسول الله بحراً لنا يجري (١)
قال محمد بن إسحاق: لم يقتل من المسلمين يوم الخندق إلا ستة نفر، وقتل من المشركين ثلاثة نفر، وقتل يوم قريظة من المسلمين خلاد بن سويد بن ثعلبة، طُرحت عليه رحى فشدخته فقط (٢).
قالت عائشة رضي الله عنها: لم يقتل من نساء بني قريظة إلا امرأة واحدة قالت: والله إنها لعندي تتحدث معي وتضحك ورسول الله - ﷺ - يقتل رجالهم بالسوق، إذ هتف هاتف باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا والله، قالت: قلت: ويلك ما لَكِ؟ قالت: أُقتل، قلت: ولما؟ قالت: حدثٌ أحدثْته؟ قالت: فانطلق بها فضربت عنقها، وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: ما أنسى عجباً منها طيب نفس وكثرة ضحك وقد عرفتْ أنها تقتل (٣).
قال الواقدي: واسم تلك المرأة: بنانة امرأة الحكم [القرظي] (٤)، وكانت قد قتلت خلاد بن سويد (٥).

(١)... ذكره ابن هشام في السيرة النبوية (٤/٢٠٢-٢٠٣)، والطبري في تاريخه (٢/١٠٢)، والبغوي في تفسيره (٣/٥٢٤).
(٢)... ذكره الطبري في تاريخه (٢/١٠٣).
(٣)... أخرجه الطبري (٢١/١٥٣-١٥٤).
(٤)... في الأصل: القرضي. والتصويب من البغوي (٣/٥٢٣).
(٥)... ذكره البغوي في تفسيره (٣/٥٢٣).
(١/١٣٨)


الصفحة التالية
Icon