عمارة الأنصارية قالت: " أتيت رسول الله - ﷺ - فقلت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء، فنزلت: ﴿إن المسلمين والمسلمات﴾ إلى قوله: ﴿أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً﴾ " (١).
وروي نحوه عن أسماء بنت عميس وأم سلمة (٢).
والمسلم: المنقاد. وقيل: المفوض أمره إلى الله تعالى، ومنه: أسلم وجهه إلى الله.
والمؤمن: المصدق بما يجب التصديق به.
وقال الماوردي (٣) : في الإسلام والإيمان قولان:
أحدهما: أنه واحد في المعنى وإن اختلفا في الأسماء (٤).
الثاني: أنهما مختلفان، وفيها قولان:
أحدهما: أن الإسلام: الإقرار باللسان، والإيمان: التصديق بالقلب. قاله الكلبي.

(١)... أخرجه الترمذي (٥/٣٥٤ ح٣٢١١).
(٢)... انظر: أسباب النزول للواحدي (ص: ٣٧٠). وله شاهد صحيح من حديث أم سلمة أخرجه أحمد في مسنده عن أم سلمة قالت: قلت للنبي - ﷺ -: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت: فلم يرعني منه يومئذ إلا ونداؤه على المنبر قالت: وأنا أسرح شعري، فلففت شعري ثم خرجت إلى حجرة من حجر بيتي، فجعلت سمعي على الجريد فإذا هو يقول على المنبر: يا أيها الناس! إن الله يقول في كتابه: ﴿إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات... -إلى آخر الآية- أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً﴾ (مسند أحمد ٦/٣٠٥ ح٢٦٦٤٥).
(٣)... تفسير الماوردي (٤/٤٠٢-٤٠٣).
(٤)... والتحقيق أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا وإذا افترقا اجتمعا، فإذا ذكر الإيمان والإسلام في حديث أو آية فسر الأول بالاعتقادات الباطنة، وفسر الثاني بالأعمال الظاهرة، وإذا ذكر الإسلام مفرداً دخل فيه الإيمان وكذا العكس.
(١/١٥٦)


الصفحة التالية
Icon