قوله تعالى: ﴿وأسروا الندامة لما رأوا العذاب﴾ مفسر في يونس (١).
وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٣٤) وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٣٥) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٣٦) وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ (٣٧) وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (٣٨) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)
وقوله تعالى: ﴿وما أرسلنا في قرية من نذير﴾ هذه الآية تسلية لرسول الله - ﷺ -.
﴿وقالوا نحن أكثر أموالاً وأولاداً﴾ افتخروا وظنوا أن الله خوّلهم ذلك كرامتهم عليه، وقاسوا على تقدير كونها وصحة وجودها على أمر الدنيا، فذلك قولهم: ﴿وما نحن بمعذبين﴾.
وفي قوله تعالى: ﴿قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر﴾ إبطال لما توهموه من أن كثرة أموالهم وأولادهم يقتضي كرامتهم على الله، فإن بسط الرزق وقدره ابتلاء وامتحان من الله حسب ما تقتضيه الحكمة الإلهية، وكم من فاسق موسّع عليه، وطائع مضيّق في رزقه، ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ ذلك.

(١)... عند الآية رقم: ٥٤.
(١/٢٤٨)


الصفحة التالية
Icon