﴿علاّم الغيوب﴾ قال الزجاج (١) : الرفع في "عَلاَّم" صفة على موضع "إن ربي"؛ لأن تأويله: قل ربي علام الغيوب يقذف بالحق، و"إنَّ" مؤكدة. ويجوز الرفع على البدل مما في "يقذف" (٢).
المعنى: قل إن ربي يقذف هو بالحق علام الغيوب.
وقال غيره: يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف (٣).
وقرأ أبو رجاء: "عَلاَّمَ" بالنصب (٤)، صفة لـ"ربي".
وقرئ: "الغيوب" بالحركات الثلاث على الغين، وقد ذكرنا هذا الأصل في سورة البقرة، وأن الضم هو الأجود، والكسر لا بأس به من أجل الياء، فإن الكسر أشد موافقة للياء من الضمة. وأما فتح الغين فشاذّ، وهو الأمر الذي خفي وغاب جداً.
﴿قل جاء الحق﴾ القرآن ودين الإسلام، ﴿وما يبدئ الباطل وما يعيد﴾.
قال الزجاج (٥) :"ما" في موضع نصب، على معنى: وأيّ شيء يُبدئ الباطل وأيّ شيء يعيد. والأجود أن يكون "ما" نفياً [على معنى: ما يبدئ الباطل وما يعيد] (٦)، و"الباطل" هاهنا: إبليس. والمعنى: وما يبدئ إبليس وما يعيد، أي: وما

(١)... معاني الزجاج (٤/٢٥٧-٢٥٨).
(٢)... انظر: التبيان (٢/١٩٨)، والدر المصون (٥/٤٥٣).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... ذكر هذه القراءة ابن الجوزي في زاد المسير (٦/٤٦٦)، والسمين الحلبي في الدر المصون (٥/٤٥٣).
(٥)... معاني الزجاج (٤/٢٥٨).
(٦)... زيادة من الزجاج (٤/٢٥٨).
(١/٢٥٨)


الصفحة التالية
Icon