عباس والحسن ومجاهد وسعيد بن جبير (١).
المعنى: أن هذه الكلمة الطيبة التي هي "لا إله إلا الله" لا تصعد إلى السماء فتكتب حيث تكتب الأعمال المتقبلة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ كِتَابَ الأبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّين﴾ [المطففين: ١٨] إلا إذا اقترن بها العمل الصالح الذي يحققها ويصدقها.
وكان الحسن يقول: يعرض القول على الفعل، فإن وافق القول الفعل قُبِلَ، وإن خالفه رُدَّ (٢).
القول الثاني: أنها تعود إلى العمل الصالح، والكلام الطيب هو الرافع؛ لأنه لا يتقبل عملٌ إلا من مُوحّد، كما قال تعالى: ﴿إِنما يتقبل الله من المتَّقين﴾ [المائدة: ٢٧] يريد: الذين يتَّقُون الشرك. وهذا عكس القول الأول.
القول الثالث: أنها تعود إلى الله تعالى، على معنى: يرفعه الله تعالى لصاحبه. قاله قتادة والسدي (٣).
ويؤيد القولين الثاني والثالث قراءة من قرأ: "والعملَ الصالِحَ" بالنصب (٤).
(٢)... أخرجه ابن المبارك في الزهد (١/٣٠ ح٩١). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٦/٤٧٨)، والسيوطي في الدر (٧/٩) وعزاه لابن المبارك وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣)... أخرجه ابن المبارك في الزهد (١/٣٠) عن قتادة. وذكره الماوردي (٤/٤٦٤)، والواحدي في الوسيط (٣/٥٠٢)، والسيوطي في الدر (٧/١٠) وعزاه لابن المبارك عن قتادة.
(٤)... ذكر هذه القراءة أبو حيان في البحر (٧/٢٩٠)، والسمين الحلبي في الدر المصون (٥/٤٦١).
(١/٢٧٧)