وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (٣٦) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ
قوله تعالى: ﴿فيموتوا﴾ جواب النفي، ونصبه بإضمار "أَنْ".
وقرىء: "فيموتون" عطف على "يُقْضَى" (١)، وإدخالاً له في حكم النفي.
قوله تعالى: ﴿وهم يصطرخون فيها﴾ يَفتعلون من الصراخ، وهو الاستغاثة بجهدٍ وشدة.
﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ قال عطاء وقتادة ووهب: يريد: ثماني عشرة سنة (٢).
وقال الحسن: أربعين سنة (٣).
أنبأنا أبو اليمن زيد بن حسن الكندي وغيره قالوا: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، أخبرنا أبو محمد بن علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن

(١)... وهي قراءة الحسن وعيسى. انظر هذه القراءة في البحر (٧/٣٠١)، والدر المصون (٥/٤٧٠).
(٢)... أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/٣١٨٥). وذكره الماوردي (٤/٤٧٦) بلا نسبة، والواحدي في الوسيط (٣/٥٠٦)، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٤٩٤)، والسيوطي في الدر (٧/٣١-٣٢) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٣)... أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/٣١٨٥). وذكره السيوطي في الدر (٧/٣١) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي حاتم. وهو اختيار ابن جرير؛ قال: لأن في الأربعين يتناهى عقل الإنسان وفهمه، وما قبل ذلك وما بعده منتقص عن كماله في حال الأربعين (انظر: تفسير الطبري ٢٢/١٤٢).
(١/٢٩٨)


الصفحة التالية
Icon