وإلى هذا المعنى ذهب جماعة المفسرين، إلا ما يروى عن ابن عباس أنه أراد بالبيض المكنون: الدُّرُّ في صَدَفه (١)، وأنشدوا قول الشاعر:
هي زهراءُ مثلُ لؤلؤةِ الغـ...... ـواص مِيزتْ منْ جَوهرٍ مكنون (٢)
فأقبل بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قآئل مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (٥٥) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (٥٦) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (٥٩) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠) لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ
قوله تعالى: ﴿فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون﴾ يريد: أهل الجنة يتساءلون عن أحوالهم في الدنيا.
﴿قال قائل منهم إني كان لي قرين﴾ أي: صاحب في الدنيا ينكر البعث، وهو قوله: ﴿أإنك لمن المصدقين﴾ يعني: بالبعث.
قال ابن عباس: شريكٌ كان يدعوه إلى الكفر فلا يجيبه (٣).

(١)... ذكره الماوردي (٥/٤٨).
(٢)... البيت لأبي دهبل، ويقال: لعبد الرحمن بن حسن، انظر اللسان (مادة: خصر، سنن)، والطبري (٢٣/٥٨)، والقرطبي (١٠/٢٢، ١٥/٨١)، والماوردي (٥/٤٨).
(٣)... ذكره الماوردي (٥/٤٩).
(١/٣٨٨)


الصفحة التالية
Icon