وادعوها، فإن استجابت لكم فذلك كما تقولون، وإن هي لم تفعل علمتم أنكم على باطل، فنزعتم ورجعتم [ودعوتم] (١) الله تعالى فكشف ما بكم، فقالوا: أنصفت، وفعلوا، فلما رأوا أنها لم تجبهم إلى ما سألوا لجأوا إلى إلياس، فدعا الله تعالى لهم فنشأت سحابة مثل الترس فأقبلت نحوهم وطبقت الآفاق، ثم أرسل الله تعالى المطر فأغاثهم، فلما [كشف] (٢) الله عنهم نقضوا العهد ولم ينزعوا عن ضلالتهم، فلما رأى إلياس ذلك دعا [ربه عز وجل أن يريحه منه] (٣)، فقيل له: انظر يوم كذا وكذا فاخرج إلى موضع كذا [وكذا، فما جاءك من شيء فاركبه] (٤) ولا تهبه، فأقبل [فرسٌ] (٥) من نار حتى وقف بين يديه، فوثب [عليه إلياس] (٦) فانطلق الفرس، فكان ذلك آخر العهد به، وقطع الله عنه لذة المطعم والمشرب، وكساه الريش، وكان إنسياً ملكياً، أرضياً سمائياً (٧)، وسلط الله تعالى على الملك وقومه عدواً لهم فقصدهم، فقتل الملك وزوجته في الجنينة، ولم تزل جيفتاهما ملقاتين في تلك الجنينة
(٢)... في الأصل: شكف. والتصويب من البغوي (٤/٤١).
(٣)... غير ظاهر في الأصل، والمثبت من البغوي، الموضع السابق.
(٤)... مثل السابق.
(٥)... في الأصل: قوس. والتصويب من البغوي، الموضع السابق.
(٦)... غير ظاهر في الأصل، والمثبت من البغوي، الموضع السابق.
(٧)... أخرج نحوه الطبري (٢٣/٩٢-٩٤) من طريق محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/٨١) مختصراً، والطبري في تاريخه (١/٢٧٣-٢٧٤). وقال ابن كثير في البداية والنهاية بعد أن ذكر قول وهب بن منبه (١/٣٣٨) : وفي هذا نظر، وهو من الإسرائيليات التي لا تصدق ولا تكذب، بل الظاهر أن صحتها بعيدة. والله أعلم.
(١/٤١٨)