قال الفراء (١) : يذهب بإلياسين إلى أنه يجعله جمعاً فيجعل أصحابه داخلين (٢) في اسمه.
وأما من قرأ "آل ياسين": فلم أر أحداً من المفسرين قال فيه كلاماً سديداً. ويحتمل عندي وجهين:
أحدهما: أن يراد بـ"ياسين": إلياس، ويكون ذلك من تحريف العرب الكلم الأعجمي؛ لأنه ليس من لغتها، فيقِلُّ اهتمامها به كما مرّ، حرّفوا إدريس إلى إدارس وإدراسين، وسليمان إلى سَلاَّم. قال الحطيئة:
فيه الرِّماحُ وفيه كُلّ سابغةٍ...... جَدْلاءَ مُحكمةٍ من نسْجِ سَلاَّم (٣)
وحرَّفَه النابغة فقال:
................................ ونسْجُ [سُليمٍ] (٤) كُلَّ قَضَّاءَ ذائِل (٥)
الجَدْلاء والمجْدُولة: المحكمة. ودرع قَضَّاء: خشنة الملمس. وذائل: طويلة.
وحرّفوا أيضاً "طور سيناء" إلى "طور سينين"، وهذا كثير في كلامهم جداً.
فعلى هذا؛ يريد: سلام على أهل دينه، ويكون بهذا المعنى داخلاً في جملتهم؛
(٢)... في الأصل زيادة قوله: فيه. وهو وهم. وانظر: معاني الفراء (٢/٣٩٢).
(٣)... البيت للحطيئة، وهو في: اللسان (مادة: جدل) وفيه: "الجياد" بدل: "الرماح"، والأغاني (١٢/١٦٤)، وتاج العروس (مادة: جدل)، وزاد المسير (١/١٢٢).
(٤)... في الأصل: سليماً. والتصويب من مصادر البيت.
(٥)... عجز بيت للنابغة، وصدره: (وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلَةٍ تُبَّعِيَّةٍ)، وهو في: ديوانه (ص: ٩٥)، واللسان (مادة: ضمت، ذيل، قضي)، وزاد المسير (١/١٢٢)، وتاج العروس (مادة: صمت، ذيل، نثل، قضي)، والعين (٥/١٠).
(١/٤٢١)