﴿ما أنتم عليه﴾ قال الواحدي (١) :"ما أنتم عليه" أي: على ما تعبدون.
وقال الزمخشري (٢) : الضمير في "عليه" لله عز وجل. معناه: ما أنتم بفاتنين على الله إلا أصحاب النار الذين سبق في علمه أنهم بسوء أعمالهم يستوجبون أن يصلوها.
فإن قلت: كيف يفتنونهم على الله؟
قلتُ: يفسدونهم عليه بإغوائهم واستهوائهم، من قولك: فتن فلان على فلان امرأته، كما تقول: أفسدها عليه وخيَّبَها عليه.
قال (٣) : ويجوز أن يكون الواو في "وما تعبدون" بمعنى: مع، على معنى: إنكم مع ما تعبدون، أي: إنكم قرناؤهم وأصحابهم لا تبرحون تعبدونها. ثم قال: ﴿ما أنتم عليه بفاتنين﴾، أي: [على] (٤) ما تعبدون "بفاتنين" بحاملين على طريق الفتنة والإضلال.
﴿إلا من هو صال الجحيم﴾ في سابق علمه قضائه وحكمه.
قال عمر بن عبد العزيز: فصلت هذه الآية بين الناس (٥). يشير إلى إبطال ما انتحلته القَدَرية.
وقرأ الحسن: "صَالُ الجحيم" بضم اللام (٦).
(٢)... الكشاف (٤/٦٧).
(٣)... أي: الزمخشري في الكشاف (٤/٦٧).
(٤)... زيادة من الكشاف، الموضع السابق.
(٥)... ذكره القرطبي في تفسيره (١٥/١٣٦).
(٦)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٧١).
(١/٤٣٧)