وقال أبو مالك: كان الناس يصلون متبددين، فأنزل الله تعالى: ﴿وإنا لنحن الصافون﴾، فأمرهم النبي - ﷺ - أن يَصْطَفُّوا (١).
﴿وإنا لنحن المسبحون﴾ المُصَلُّون أو المنزهون.
ثم عاد إلى الإخبار عن المشركين فقال: ﴿وإنْ كانوا ليقولون﴾ هذه "إِنْ" المخففة من الثقيلة، واللام هي الفارقة بينها وبين النافية، تقديره: وإن الشأن والأمر كأن المشركون ليقولون.
﴿لو أنّ عندنا ذكراً من الأولين﴾ أي: لو جاءنا كتاب كما جاء غيرنا ﴿لكنا عباد الله المخلصين﴾ كما قالوا: ﴿لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم﴾ [الأنعام: ١٥٧].
فكفروا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (١٧٠) وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
قال الله تعالى: ﴿فكفروا به﴾ المعنى: فجاءهم ما تمنُّوا فكفروا به، ﴿فسوف يعلمون﴾ مغبّة كفرهم. وهذا تهديد لهم.
(١/٤٣٩)