بساحتهم} أي: بحضرتهم.
قال الفراء (١) : العرب تكتفي بالسَّاحَة والعَقْوَة (٢) من القوم، يقولون: نزل بك العذاب وبساحتك [سواء] (٣).
والسَّاحَة: مُتَّسَعُ الدار (٤).
﴿فساء صباح المنذرين﴾ وقرأ ابن مسعود على المعنى: "فبئس صباح المنذرين" (٥).
وصحَّ عن النبي - ﷺ - "أنه قال يوم خيبر حين أصبحوا فخرجوا بمساحيهم فرأوا جيش النبي - ﷺ - فقالوا: محمد والخميس، ورجعوا إلى حصنهم. فقال النبي - ﷺ -: الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" (٦).
وإنما كرر "وَتَوَلَّ عنهم" لتكون تسلية على تسلية، وتأكيداً لوقوع ما توعدهم به من العذاب.
سبحان رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
ثم نزّه نفسه عما يقوله المشركون فقال سبحانه وتعالى: {سبحان ربك رب
(٢)... العقوة والعقاة: الساحة وما حول الدار والمحلّة (اللسان، مادة: عقا).
(٣)... زيادة من معاني الفراء (٢/٣٩٦).
(٤)... انظر: اللسان (مادة: سوح).
(٥) ذكر هذه القراءة أبو حيان في: البحر المحيط (٧/٣٦٤).
(٦)... أخرجه البخاري (١/٢٢١ ح٥٨٥)، ومسلم (٢/١٠٤٥ ح١٣٦٥).
(١/٤٤٢)