* وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ
قوله تعالى: ﴿وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب﴾ قيل: إن الخصمين كانا من الإنس، وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما؛ إما كانا خليطين في الغنم، وإما كان أحدهما له نسوان كثيرة من المهائر (١) والسراري، والثاني ما له إلا امرأة واحدة، فاستنزله عنها.
والصحيح (٢) والمشهور: أن السبب في امتحان داود عليه السلام: ما حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه في ذي القعدة سنة خمس وستمائة، قال: أخبرنا أحمد بن المبارك، أخبرنا ثابت بن بندار، أخبرنا أبو علي بن دوما، أخبرنا مخلد بن جعفر، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا إسماعيل بن عيسى (٣)، أخبرنا إسحاق بن بشر (٤)، قال: وأخبرنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي هريرة، أن رسول الله - ﷺ - قال: "كان داود عليه الصلاة والسلام قد قسم الدهر على أربعة أقسام، فيوم لبني إسرائيل يدارسهم العلم
(٢)... وقد أشار المؤلف رحمه الله في آخر القصة أن جماعة من المحققين أنكروا صحة هذه الروايات، وهو الصحيح.
(٣)... إسماعيل بن عيسى البغدادي العطار، ضعفه الأزدي وصححه غيره، مات في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (تاريخ بغداد ٦/٢٦٢، ولسان الميزان ١/٤٢٦).
(٤)... إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم، أبو حذيفة البخاري، مولى بنى هاشم. ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب إليها، وهو صاحب كتاب "المبتدأ" وكتاب "الفتوح"، متروك الحديث رمى بالكذب، توفي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين (تاريخ بغداد ٦/٣٢٦).
(١/٤٦٤)