فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ
قوله تعالى: ﴿ففزع منهم﴾ قال ابن إسحاق: لم يرع داود إلا بهما واقفين على رأسه في محرابه، فقال: ما أدخلكما عليّ؟ قالا: لا تخف خصمان، أي: نحن خصمان (١).
﴿ولا تُشْطِط﴾ وقرأ أبو رجاء وقتادة: "تَشْطُط" بفتح التاء وضم الطاء.
يقال: شَطَّ الرجل يَشُطُّ ويَشِطُّ شَطَطاً، وأشَطَّ إشْطَاطاً؛ إذا جَارَ في حكمه (٢).
فالمعنى: ولا تَجُرْ علينا.
وقيل: لا تبعد عن الحق، من قولهم: شَطَّتِ الدار، أي: بَعُدَت (٣).
﴿واهدنا إلى سواء الصراط﴾ : احملنا على الحق.
قال داود عليه السلام: تكلَّما، فقال أحد الملكين: ﴿إن هذا أخي﴾ يريد: في الدين، أو أخوة الصداقة والألفة، أو أخوة الشركة.
﴿له تسع وتسعون نعجة﴾ وقرأ الحسن بخلاف عنه: "تَسْعٌ" بفتح التاء (٤). وقرأ أيضاً والأعرج معه: "نِعْجَةً" بكسر النون (٥).
قال أبو الفتح (٦) : قد كثر عنهم مجيء الفَعْل والفِعْل على المعنى الواحد،
(٢)... انظر: اللسان (مادة: شطط).
(٣)... مثل السابق.
(٤)... إتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٧٢).
(٥)... ذكر هذه القراءة أبو حيان في: البحر (٧/٣٧٦)، والسمين الحلبي في: الدر المصون (٥/٥٣١).
(٦)... المحتسب (٢/٢٣١-٢٣٢).
(١/٤٧٤)