وقيل: أراد في أدنى أرضهم على إنابة اللام مناب المضاف إليه، أي: في أقرب أرض الروم إلى عدوهم.
قال مجاهد: هي أرض الجزيرة، وهي أدنى أرض الروم إلى فارس (١).
﴿وهم﴾ يعني: الروم ﴿من بعد غلبهم﴾ وقرأ أبو الدرداء وأبو رجاء وعكرمة: "غَلْبهِم" بسكون اللام (٢)، وهما مصدران؛ [كالحَلْب] (٣) والحَلَب، والجَلْب والجَلَب، وهذا من باب إضافة المصدر إلى المفعول.
والمعنى: وهم من بعد غلب فارس إياهم ﴿سيغلبون﴾ فارس.
﴿في بضع سنين﴾ في البضع أقوال ذكرتها في سورة يوسف (٤).
وقد أخرج الترمذي من حديث أبي سعيد قال: "لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت: ﴿ألم * غلبت الروم﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ويومئذ يفرح المؤمنون﴾ قال: ففرح المؤمنون بظهور الروم على فارس" (٥).
وقرأ جماعة: منهم أبو سعيد الخدري، والحسن، وعيسى بن عمر: "غَلَبَت

(١)... ذكره الماوردي (٤/٢٩٨)، والواحدي في الوسيط (٣/٤٢٧) بلا نسبة، وابن الجوزي في زاد المسير (٦/٢٨٨).
(٢)... انظر هذه القراءة في: زاد المسير (٦/٢٨٨).
(٣)... في الأصل: كالحب.
(٤)... عند الآية رقم: ٤٢.
(٥)... أخرجه الترمذي (٥/٣٤٣ ح٣١٩٢).
(١/٥)


الصفحة التالية
Icon