الأمر، فجمع لها مائة عود، وقيل: مائة سنبلة، وقيل: أخذ عِثْكالاً (١) فيه مائة شمراخ فضربها ضربة واحدة فبرّ في يمينه (٢).
قال مجاهد: هذا خاص لأيوب (٣)، يريد: أن شريعتنا ليست كذلك.
والأمر على ما ذَكَرَ عندنا وعند مالك والليث بن سعد فيما إذا حلف ليضربنه مائة سوط فجمعها وضربه بها ضربة واحدة لا يبرّ في يمينه.
وقال أبو حنيفة والشافعي: يبرّ إذا أصابه في الضربة الواحدة كل واحد منها؛ احتجاجاً بقصة أيوب (٤).
وفي قوله تعالى: ﴿إنا وجدناه صابراً﴾ دليل على أن الشكاية إلى الله تعالى لا تبطل الصبر ولا تذهب بالأجر.
واذكر عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ
قوله تعالى: ﴿واذكر عبادنا﴾ وقرأ ابن كثير: "عبدنا" على التوحيد (٥).
(٢)... ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٧/١٤٤).
(٣)... ذكره الماوردي (٥/١٠٤).
(٤)... انظر: المغني (١٠/٦١)، والأم (٧/٨٠).
(٥)... الحجة للفارسي (٣/٣٢٩)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦١٣)، والكشف (٢/٢٣١)، والنشر (٢/٣٦١)، والإتحاف (ص: ٣٧٢)، والسبعة (ص: ٥٥٤).
(١/٥٠٣)