مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ (٥٩) قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ (٦٠) قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ (٦١) وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ (٦٢) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ (٦٣) إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ
قوله تعالى: ﴿هذا﴾ قال الزجاج (١) : المعنى: الأمر هذا، فـ"هذا" رفع بخبر الابتداء المحذوف، وإن شئت كان "هذا" رفعاً بالابتداء، والخبر محذوفاً.
وقال غيره: يجوز أن يكون التقدير: إن هذا لرزقنا هذا، فيكون توكيداً لما قبله.
ثم ذكر ما للكفار فقال تعالى: ﴿وإن للطاغين لشرَّ مآب﴾.
﴿جهنم﴾ بدل من "شر مآب"، أو عطف بيان (٢).
﴿هذا فليذوقوه﴾ فيه تقديم وتأخير، تقديره: هذا حميم فليذوقوه، أو العذاب هذا فليذوقوه. ثم ابتدأ فقال: ﴿ [هذا] (٣) ﴾ أي: هو ﴿حميم وغساق﴾.
قرأ أهل الكوفة إلا أبا بكر: "وغسَّاق" بالتشديد، هاهنا وفي عم يتساءلون (٤)، والباقون بالتخفيف (٥).
(٢)... انظر: التبيان (٢/٢١٢)، والدر المصون (٥/٥٣٩).
(٣)... في الأصل: جهنم. وهو خطأ.
(٤)... عند الآية رقم: ٢٥.
(٥)... الحجة للفارسي (٣/٣٣٠)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦١٥)، والكشف (٢/٢٣٢)، والنشر (٢/٣٦١)، والإتحاف (ص: ٣٧٣)، والسبعة (ص: ٥٥٥).
(١/٥٠٩)