قوله تعالى: ﴿ولا يرضى لعباده الكفر﴾ قال ابن عباس: لا يرضاه لعباده المؤمنين (١)، فيكون عاماً في اللفظ خاصاً في المعنى؛ كقوله تعالى: ﴿عيناً يشرب بها عباد الله﴾ [الإنسان: ٦].
وقيل: لا يرضاه لأحد ما وإن وقع بإرادته. وبين [الإرادة] (٢) والرضى فرق ليس هذا موضع ذكره.
﴿وإن تشكروا يرضه لكم﴾ اختلف القراء السبعة، فمنهم من ضَمَّ الهاء ووصلها بواو؛ لأن ما قبل الهاء متحرك فصار بمنزلة: ضَرَبَه. ومنهم من اختلس الحركة؛ لأن أصل الكلمة: ترضاه، فصار بمنزلة: عَصَاه، والحذف ليس بلازم. ومنهم من أسكن الهاء وقال: هي لغة (٣).
قوله تعالى: ﴿وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه﴾ أي: راجعاً إليه ومقبلاً عليه.
﴿ثم إذا خوّله﴾ ملَّكه وأعطاه، واشتقاقه من قولهم: هو خائل مالٍ؛ إذا كان متعهداً له حَسَنُ القيام عليه (٤)، ومنه الحديث: "كان رسول الله - ﷺ - يتخوَّلنا بالموعظة" (٥).

(١)... أخرجه الطبري (٢٣/١٩٧)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٢٤٨). وذكره السيوطي في الدر (٧/٢١٣) وعزاه لابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
(٢)... في الأصل: إرادة.
(٣)... الحجة للفارسي (٣/٣٣٨)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦١٩)، والكشف (٢/٢٣٦)، والنشر (١/٣٠٧-٣٠٩)، والإتحاف (ص: ٣٧٥)، والسبعة (ص: ٥٦٠-٥٦١).
(٤)... انظر: اللسان (مادة: خول).
(٥)... أخرجه البخاري (١/٣٨ ح٦٨)، ومسلم (٤/٢١٧٢ ح٢٨٢١).
(١/٥٢٦)


الصفحة التالية
Icon