قوله تعالى: ﴿أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً﴾ اختلفوا فيمن نزلت على أقوال:
أحدها: أنها نزلت في أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه. قاله ابن عباس (١).
والثاني: في عثمان بن عفان رضي الله عنه. قاله ابن عمر (٢).
والثالث: في عبدالله بن مسعود وعمار بن ياسر وصهيب وأبي ذر. قاله ابن السائب (٣).
وحكى يحيى بن سلام: أنه رسول الله - ﷺ - (٤).
وقيل: بعمومها فيمن كان بهذه الصفة.
واختلف القراء في قوله تعالى: ﴿أمَّنْ﴾ فقرأ ابن كثير ونافع وحمزة: "أَمَنْ" بتخفيف الميم، وشدّدها الباقون.
قال أبو علي (٥) : من شدَّد فإنها "أَمْ" دخلت على ["مَنْ"] (٦) فأدغمت الميم في الميم، وتكون الجملة التي عادلت أمْ قد حذفت، المعنى: الجاحد الكافر بربه خير أمَّن هو قانت، و"مَنْ" موصولة بمعنى الذي، وليست باستفهام، ودل على الجملة
(٢)... أخرجه ابن أبي حاتم (١٠/٣٢٤٨)، وأبو نعيم في الحلية (١/٥٦). وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص: ٣٨٢)، والسيوطي في الدر (٧/٢١٣-٢١٤) وعزاه لابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في الحلية وابن عساكر.
(٣)... ذكره الماوردي (٥/١١٧).
(٤)... مثل السابق.
(٥)... الحجة للفارسي (٣/٣٣٩-٣٤٠).
(٦)... زيادة على الأصل.
(١/٥٢٨)