تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ
قوله تعالى: ﴿والذين اجتنبوا الطاغوت﴾ قال ابن زيد: حدثني أبي أن هاتين الآيتين نزلتا في نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله؛ زيد بن [عمرو] (١)، وأبو ذر، وسلمان الفارسي (٢).
والمعنى: والذين اجتنبوا عبادة ما دون الله من شيطان وكاهن وصنم.
قال الأخفش (٣) : إنما قال: ﴿أن يعبدوها﴾ ؛ لأن [الطاغوت] (٤) في معنى جماعة، وإن شئت جعلته واحداً مؤنثاً.
وقال غيره: "أنْ" مع الفعل في موضع النصب بتأويل المصدر بدل من مفعول "اجتنبوا"، تقديره: والذين اجتنبوا عبادة الطاغوت.
﴿لهم البشرى﴾ خبر المبتدأ الذي هو "والذين اجتنبوا" (٥). والمعنى: لهم البشرى على ألسنة الرسل صلوات الله عليهم أجمعين في الدنيا، وعلى ألسنة الملائكة حين الموت وحين يحشرون.
﴿فبشر عبادي﴾ فوصفهم فقال: ﴿الذين يستمعون القول﴾ وهو القرآن في

(١)... في الأصل: عمر. والتصويب من مصادر التخريج.
(٢)... أخرجه الطبري (٢٣/٢٠٧)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٢٤٩). وذكره السيوطي في الدر (٧/٢١٧) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. وانظر: أسباب النزول للواحدي (ص: ٣٨٢).
(٣)... معاني الأخفش (ص: ٢٧٤).
(٤)... في الأصل: العابدون. والمثبت من معاني الأخفش، الموضع السابق.
(٥)... انظر: الدر المصون (٦/١١).
(١/٥٣٣)


الصفحة التالية
Icon