أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ (٤٣) قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٤٤) وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ
قوله تعالى: ﴿أم اتخذوا﴾ "أمْ" هاهنا منقطعة، ﴿من دون الله شفعاء﴾ يعني: الأصنام، فإنهم كانوا يقولون: هؤلاء شفعاؤنا عند الله، ﴿قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون﴾ [وجواب هذا الاستفهام] (١) محذوف، تقديره: [أتتخذونهم] (٢) شفعاء.
قوله تعالى: ﴿وإذا ذكر الله وحده﴾ أي: أُفرد بالذِّكْر دون آلهتهم ﴿اشمأزت﴾. قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل: انقبضت (٣)، ﴿قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة﴾.
وقال ابن عباس أيضاً: نَفَرَتْ عن التوحيد (٤).
﴿وإذا ذكر الذين من دونه﴾ وهم آلهتهم، ذُكر الله تعالى معهم أو لم يذكر ﴿إذا هم يستبشرون﴾.

(١)... في الأصل: وحرا. والتصويب والزيادة من الوسيط (٣/٥٨٤)، وزاد المسير (٧/١٨٧).
(٢)... في الأصل: أنتخذومهم.
(٣)... أخرجه مجاهد (ص: ٥٥٩)، والطبري (٢٤/١٠). وذكره مقاتل في تفسيره (٣/١٣٥)، والسيوطي في الدر (٧/٢٣٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد.
(٤)... ذكره الطبري (٢٤/١٠)، والماوردي (٥/١٢٩) كلاهما بلا نسبة.
(١/٥٥٧)


الصفحة التالية
Icon