والدليل على صحة هذا: قراءة من قرأ "أعْبُدَ" بالنصب (٢).
وقال أبو علي (٣) :"تأمروني" يقتضي مفعولين، والياء المفعول الأول، و"غير" مفعول ثان. و"أعبد" في تقدير: أن أعْبُدَ، في موضع البدل من "غير".
قرأ نافع: "تَأْمُرُوني" بنون واحدة مخففة. وقرأ ابن عامر بنونين خفيفتين. وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة (٤).
فمن أظهر النون فعلى الأصل؛ لأن النون الأولى من علامة رفع الفعل، والثانية هي التي تصحب ياء المتكلم مع الفعل، ومن شدَّد أدغم الأولى في الثانية لاجتماع المثلين.
[فإن قيل] (٥) : كيف جاز الإدغام وقبله حرف ساكن وهو الواو؟
قلتُ: هو حرف مدّ ولِين، والمد الذي فيه ينوب مناب الحركة.
ومن قرأ بنون واحدة حذف إحدى النونين؛ لاجتماع المثلين، والمحذوفة هي التي تصحب ياء المتكلم؛ لأن التكرير والتثقيل بها وقع.
ولأن حذف الأولى لحن؛ لأنها دلالة الرفع.
وكلهم سَكّن الياء، إلا ابن كثير ونافعاً فإنهما فتحاها (١). (١/٥٧٣)
________
١_ (١)...... الحجة للفارسي (٣/٣٤٣)، والحجة لابن زنجلة (ص: ٦٢٥)، والكشف (٢/٢٤٠)، والنشر (٢/٣٦٣-٣٦٤)، والإتحاف (ص: ٣٧٦-٣٧٧)، والسبعة (ص: ٥٦٣).