وقال الزجاج (٢) : المعنى: ﴿حتى إذا جاؤوها﴾ إلى قوله تعالى: ﴿فادخلوها خالدين﴾ : دخلوها، فيكون الجواب: دخلوها، وحذف؛ لأن في الكلام [دليلاً] (٣) عليه.
قوله تعالى: ﴿طبتم﴾ أي: طهرتم من دنس المعاصي في الدنيا.
وقال ابن عباس: طاب لكم المقام (٤).
وقيل: طبتم بالمغفرة.
ويروى عن علي عليه السلام أنه سئل عن هذه الآية فقال: سيقوا إلى أبواب الجنة، حتى إذا انتهوا إليها وجدوا عند بابها شجرة تخرج من تحت ساقها عينان، فعمدوا إلى إحداهما فنظروا فيها فَجَرَتْ عليهم نظرة النعيم، فلن تغير آثارهم بعدها أبداً، ولن تشعث أشعارهم بعدها أبداً، كأنما قد دهنوا بالدهان، ثم عمدوا إلى الأخرى فشربوا منها فأذهبت ما في بطونهم من أذى أو قذى [وتلقتهم] (٥) الملائكة على أبواب الجنة: ﴿سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين﴾ (٦).
(٣)... في الأصل: دليل. والتصويب من معاني الزجاج، الموضع السابق.
(٤)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٥٩٥)، وابن الجوزي في زاد المسير (٧/٢٠١-٢٠٢).
(٥)... في الأصل: وتلقهم.
(٦)... أخرجه الطبري (٢٤/٣٥)، وابن أبي حاتم (١٠/٣٢٦٢)، وابن المبارك في الزهد (ص: ٥٠٩)، والضياء في المختارة (٢/١٦١). وذكره السيوطي في الدر (٧/٢٦٣-٢٦٤) وعزاه لابن المبارك في الزهد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن راهويه وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في البعث والضياء في المختارة.
(١/٥٨٢)