[بين] (٢) الصفات [نبوّ] (٣) ظاهر، والوجه أن يقال: لما صودف بين هؤلاء المعارف هذه النكرة الواحدة، فقد آذنت بأن كلُّها أبدالٌ غير أوصاف، ومثال ذلك قصيدة جاءت تفاعيلها كلها على [مُسْتَفْعِلُنْ] (٤)، فهي محكوم عليها بأنها من بحر الرجز، فإن وقع فيها جزء واحد على مُتَفَاعِلُنْ كانت من الكامل (٥). ولقائل أن يقول: هي صفات، وإنما حَذَفَ الألف واللام من شديد العقاب ليزاوج ما قبله وما بعده لفظاً، فقد غيروا كثيراً من كلامهم عن قوانينه لأجل الازدواج، ومما سهل ذلك الأمنُ [من] (٦) اللبس وجهالة الموصوف.
فإن قلت: ما بال الواو في قوله: ﴿وقابل التوب﴾ ؟
قلتُ: فيه نكتة جليلة، وهي إفادة الجمع للمذنب [التائب] (١) بين رحمتين: بين أن تُقبل توبتُه فيكتبها له طاعة من الطاعات، وأن يجعلها مَحَّاءَةً للذنوب، كأن لم يذنب، كأنه قال: جامع المغفرة والقبول.
(٢)... في الأصل: من. والتصويب من الكشاف (٤/١٥٣).
(٣)... في الأصل: نبوة. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٤)... في الأصل: مستفعلين. والتصويب من الكشاف، الموضع السابق.
(٥)... وقد ناقش ذلك أبو حيان في البحر (٧/٤٣٠) فقال: ولا نبوّ في ذلك؛ لأن الجَرْي على القواعد التي استقرت وصحت هو الأصل. وقوله: "فقد آذنت بأن كلها أبدال" تركيب غير عربي، لأنه جعل "فقد أذنت" جواب "لما" وليس من كلامهم: لما قام زيد فقد قام عمرو، وقوله: "بأن كلها أبدال" فيه تكرار الأبدال، أما بدل البدل عند من أثبته فقد تكررت فيه الأبدال، وأما بدل كل من كل، وبدل بعض من كل، وبدل اشتمال، فلا نص عن أحد من النحويين أعرفه في جواز التكرار فيها، أو منعه.
(٦)... زيادة من الكشاف (٤/١٥٣).
(١/٥٨٩)