الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ
قوله تعالى: ﴿أم يقولون افتراه﴾ أم هي المنقطعة الكائنة بمعنى: بل والهمزة، فأضرب عن ذلك إلى قوله: "أم يقولون افتراه" إنكاراً لقولهم.
ثم أضرب عن الإنكار إلى إثبات أنه الحق من ربك.
﴿لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك﴾ وهم قريش، فإن الله تعالى لم يبعث قبل محمد رسولاً.
وما بعده سبق تفسيره.
يدبر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥) ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
قوله تعالى: ﴿يدبر الأمر من السماء إلى الأرض... الآية﴾ في معناها قولان:
أحدهما: يقضي القضاء من السماء فينزله مع الملائكة إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم من أيام الدنيا فيكون الملك قد قطع في يوم واحد من أيام الدنيا في نزوله وصعوده مسافة ألف سنة من سير الآدمي.
الثاني: يدبر أمر الدنيا مدة أيام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء إلى
(١/٧٦)