حيث يشاء (١).
ولو تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
قوله تعالى: ﴿ولو ترى﴾ خطاب للنبي - ﷺ -.
ويجوز أن يكون المعنى: ولو ترى أيها السامع، وجوابه محذوف، تقديره: لرأيت أمراً فظيعاً، و"لو" و"إذ" كلاهما للمُضِيّ، وإنما جاز ذلك؛ لأن المترقب من الله بمنزلة الموجود، و"إذ" ظرف للرؤية (٢).
﴿المجرمون﴾ مبتدأ، خبره: ﴿ناكسوا رؤوسهم﴾ (٣)، أي: مطأطئوها حياءً وندماً، ﴿ربنا أبصرنا وسمعنا﴾ أي: أبصرنا صدق موعدك ووعيدك، وسمعنا منك صدق رُسُلك.
وقيل: المعنى: أبصرنا وسمعنا بعد أن كنا عُمْياً وصُمّاً.
(٢)... هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣/٥١٧).
(٣)... انظر: إعراب القرآن للنحاس (٣/٢٩٤).
(١/٨١)