بالفتح (١). فمن أسكن الياء جعله فعلاً مستقبلاً، على معنى: ما [أخفي] (٢) أنا لهم، ومن فتحها جعله فعلاً ماضياً لم يُسَمّ فاعله.
و"ما" استفهامية، أو بمعنى: الذي.
وقرأ ابن مسعود وأبو الدرداء وأبو هريرة: "منْ قُرَّاتِ أعين" على الجمع (٣).
قال ابن عباس: هذا مما لا تفسير له، والأمر أعظم وأجلّ مما يُعرف تفسيره (٤).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله - ﷺ - قال: " يقول الله عز وجل: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، اقرؤوا إن شئتم: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين﴾ " (٥).
قال الزجاج (٦) :﴿جزاء بما كانوا يعملون﴾ : مفعول له.
أفمن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ
(٢)... في الأصل: أو خفي.
(٣)... ذكر هذه القراءة ابن الجوزي في: زاد المسير (٦/٣٤٠)، والسمين الحلبي في: الدر المصون (٥/٣٩٨)، والبناء في: إتحاف فضلاء البشر (ص: ٣٥٢).
(٤)... ذكره الواحدي في الوسيط (٣/٤٥٣).
(٥)... أخرجه البخاري (٣/١١٨٥ ح٣٠٧٢)، ومسلم (٤/٢١٧٤ ح٢٨٢٤).
(٦)... معاني الزجاج (٤/٢٠٨).
(١/٨٥)