ومن الأقوال [البعيدة] (١) : ما يروى عن الضحاك أنه أراد بالأنهار: القواد والجبابرة الذين كانوا يسيرون تحت لوائه (٢).
قال الزمخشري (٣) : ويجوز أن تكون الواو عاطفة "للأنهار" على "ملك مصر". و"تجري" نصب على الحال منها، وأن تكون الواو للحال، واسم الإشارة مبتدأ، "الأنهار" صفة لاسم الإشارة، و"تجري" خبر للمبتدأ.
قوله تعالى: ﴿أم أنا خير من هذا الذي هو مَهين﴾ "أمْ" هذه منقطعة، على معنى: بل أأنا خير، والهمزة للتقرير، كأنه لما عدّد عليهم أسباب فضله قال: قد تقرر عندكم أني أنا خير من هذا الذي هو مهين، [أي] (٤) : ضعيف حقير.
وقيل: هي متصلة؛ لأن المعنى: أفلا تبصرون أم تبصرون، إلا أنه وضع قوله تعالى: ﴿أنا خير﴾ موضع "تبصرون"؛ لأنهم إذا قالوا له: أنت خير فهم عنده بُصراء (٥).
وهذا الوجه حكاه الزجاج (٦) عن الخليل وسيبويه (٧).
وقال الفراء وجماعة من أهل المعاني: الوقف على قوله: "أم"، وفيه إضمار، مجازه: أفلا تبصرون أم لا تبصرون. ثم ابتدأ فقال: "أنا خير من هذا الذي هو

(١)... في الأصل: البعدة.
(٢)... ذكره الماوردي (٥/٢٣٠).
(٣)... الكشاف (٤/٢٦٠).
(٤)... زيادة من الكشاف (٤/٢٦١).
(٥)... هذا قول الزمخشري في الكشاف (٤/٢٦٠-٢٦١).
(٦)... معاني الزجاج (٤/٤١٥).
(٧)... انظر: الكتاب (٣/١٧٣).
(١/١٣٢)


الصفحة التالية
Icon