قال أبو علي (١) : هذا الفعل في صلة "ما"، والهاء عائدة على "ما"، فجاء بالكلام على أصله.
ومن قرأ: "تشتهي" بحذف الهاء؛ فلأن هذا الاسم قد طال بالصلة، والأسماء إذا طالت حسن الحذف فيها، قال (٢) : وحذف هذه الهاء من الصلة في [الحسن] (٣) كإثباتها، إلا أن الحذف يرجح على الإثبات بأن عامة هذا النحو جاء في التنزيل على الحذف، فمن ذلك قوله تعالى: ﴿أهذا الذي بعث الله رسولاً﴾ [الفرقان: ٤١]، ﴿وسلام على عباده الذين اصطفى﴾ [النمل: ٥٩]، و ﴿لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم﴾ [هود: ٤٣]، وقد جاءت هذه الهاء مثبتة في قوله تعالى: ﴿إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس﴾ [البقرة: ٢٧٥].
وبالإسناد السالف قال: حدثنا ابن المبارك، عن سفيان، عن علقمة بن مرثد (٤)، عن عبد الرحمن بن سابط (٥) قال: [قال] (٦) رجل: ((يا رسول الله! أفي
(٢)... أي: أبو علي الفارسي في الحجة (٣/٣٨٢).
(٣)... في الأصل: حسن. والتصويب من الحجة، الموضع السابق.
(٤)... علقمة بن مرثد الحضرمي، أبو الحارث الكوفي، ثقة (تهذيب التهذيب ٧/٢٤٦، والتقريب ص: ٣٩٧).
(٥)... عبد الرحمن بن سابط -ويقال: عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، وهو الصحيح، ويقال: عبدالرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط- بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي المكي، تابعي ثقة كثير الإرسال، مات سنة ثماني عشرة ومائة (تهذيب التهذيب ٦/١٦٣، والتقريب ص: ٣٤٠).
(٦)... زيادة من البغوي (٤/١٤٥).
(١/١٤٦)